View Abstractعبد الوهاب عزام (1894م۔ 1959م) أديب ودبلوماسي وباحث ومفكّر من مصر، عاش حياته متجوّباً في البلاد المختلفة متقلداً المناصب العديدة، كان من أكبر الأدباء العاملين الذين دعوا إلى توحيد الأمة الإسلامية وله مشاركات في البناء الحضاري للأمة الإسلامية حيث عمل في الحقل الدبلوماسي والحقل الجامعي وحقل التأليف والترجمة، وهو يعتبر رائداً للدراسات الفارسية في العالم العربي، قدر له أنيزور إنكلترا والمملكة العربية السعودية و باكستان و ايران والهند وتركيا وسويسرا، وحذق الفرنسية والإنكليزية والفارسية والأردية والتركية، فوقف على أدب الشعوب الإسلامية وتعمق في الثقافة العربية والإسلامية۔
وقد قدّم طائفة متنوعة من الأبحاث والكتب في الأدب والتاريخ والتصوف وقد ترك لنا في أدب الرحلة كتابه 'الرحلات' وبعض المقالات التي نشرها في 'الرسالة' ولم يعتن الدارسون والباحثون بهذا الأديب الكبير وآثاره العلمية والأدبية اعتناء يستحقه، فهناك شاغرة موجودة في هذا الموضوع، و يتناول هذا المقال أدبه من هذا النوع والتركيز سيكون على إبراز الاتجاه الإنساني الذي يوجد فيه، تتسم كتاباته حول الرحلات بالبعد الروحاني والحس الإنساني العميق، فهو لا يهمل الإنسان على أي مرحلة من مراحل رحلاته، وهو ينصرف سريعا من وصف الأشياء إلى وصف الأشخاص والمجتمعات، ولا يتناول عادات الشعوب وتقاليدهم بالتزام والازدراء، ولو وجد شيئا يخالف العقل أو عقيدته الشخصية فهو يشرح لنا الجانب الإيجابي والإنساني فيه ويرد الخرافة برفق ولين، فنظرة إلى الحياة نظرة واسعة ومتعمقة وتأملية، تتجلى فيها إنسانيته الرحيبة وثقافته الواسعة، فأدبه عن رحلاته صورة صحيحة لفكره وذاته وثقافته