View Abstractمضى على الرسالة المحمدية أربعة عشر قرنا والتاريخ لا يزال متحيرا على التغيير الجذري البنيوي الذي قام به سيدنا محمد ﷺ في العالم في أقل من ثلاث وعشرين سنة وذاك في زمان غابر لا يعرف عن الحداثة شيء. وما زال المؤرخون والمفكرون يرفع أقلامهم ليفسروا هذه المعجزة الربانية ولا يزالون يفعلون. جمعت أقلام مفكري العالم كله في تفسير شخصيته ﷺ وتحريكه الإصلاحي الجاد، ولم يتخلف أدباء الغرب ومفكروها عن البحث والتمحيص والوصول إلى سر نجاح حركته ﷺ الإصلاحي في مجالات الحياة كلها، فنرى فيهم توماس كارليل: المفكر الإسكتلندي الفذ يتحدث عن ذاته الشريفة وعن تحريكه الإصلاحي وينتخبه من سائر الأنبياء بطلا ويسميه " البطل في صورة رسول"\The Hero as Prophet ، كما اختاره مايكل هارت على رأس القائمة في كتابه “ترتيب أكثر الشخصيات تأثيرا في التاريخ" . أما العرب ومفكروها فاعتنوا عناية خاصة إلى هذا الموضوع منذ القدم، فنرى المفكرين من رجال الدين والأدباء والمصلحين الذين ركضوا أقلامهم في هذا الموضوع وأنتجوا مئات كتب تفسيرا وتحليلا لشخصية النبي ﷺ ورسالته ﷺ الخالدة. ومن هؤلاء المفكرين الأديب الفذ الدكتور مصطفى محمود. ونرى من المفيد أن نتأمل على شخصية النبي ﷺ من منظور مصطفى محمد وهو كاتب اجتمع فيه الفكر المنطقي السوي، والإيمان الراسخ، والشهية إلى معرفة الحق والوصول إليه ، وهذه هي الأدوات المطلوبة في معرفة شخصية الرسول ﷺ. في هذه الورقة البحثية سنحاول أن نقدم آراء مصطفى محمود حول شخصية الرسول ﷺ وسر نجاحه في جميع مجالات الحياة.