Majallah Al-Dirasat Al-Arabia مجلة الدراسات العربية (Journal of Arabic Studies)

Department of Arabic

University of Kashmir

ISSN: 2231-1912

القرآن الكريم، بصفته الكتاب المقدس للمسلمين، يمثل معجزة خالدة تشمل مختلف أوجه الإعجاز البلاغي، الأدبي، العلمي، والتشريعي. وشكّل نزوله نقطة تحول في الأدب العربي، متحديًا أهل البلاغة والفصاحة بأسلوبه الفريد ونظمه العجيب. غير أن العرب كانوا في أوج تفوقهم اللغوي. ويعدّ القرآن الكريم معجزة الإسلام الخالدة التي شملت مختلف وجوه الإعجاز البلاغي، الأدبي، التشريعي، والعلمي. شكّل نقطة تحول بارزة في الأدب العربي، متحديًا أهل الفصاحة والبلاغة أن يأتوا بمثله أو بسورة من سوره، فكان عجزهم دليلًا على كونه كلام الله المعجز. يتميز القرآن بأسلوبه البياني الفريد، وبلاغته التي تجمع بين الإيجاز والدقة، مع محتوى يحمل هدى ونورًا للبشرية كافة. إضافة إلى ذلك، تتجلى مظاهر الإعجاز في تناوله الحقائق الكونية، وأسرار التشريع، وصياغته المحكمة التي تناسب جميع العصور، مما يجعله مصدر إلهام وهداية لا ينضب. وهذه الرسالة تسلط الضوء على أعجاز ا لقرآن اللغوي والبلاغي والأدبي.

إن الهند لا تزال تلعب دوراً بارزاً في ازدهار اللغة العربية وآدابها منذ القدم، وهذه حقيقة واضحة لا يمكن رفضها لمن أراد أن يقوم بمسؤولية البحث عن اللغة العربية وآدابها لأن علمائها ساهموا في تطويرها وترويجها نظماً ونثراً عبر العصور، والهند قد أنجبت عدداً لا يستهان به من عباقرة الأدب العربي، وخصوصاً في أدب المديح النبوي، وهؤلاء العلماء اهتموا بالمديح النبوي كل الاهتمام، وبالإضافة إلى ذلك قد صاروا اشتهروا بتضلعهم في هذا الأدب والفن، وبقدرتهم الفائقة في نظم المديح النبوي. وأصبح المديح النبوي بابًا كاملًا في الأدب العربي، وفنًّا مستقلًّا عن الفنون العربية الأخرى. ففي هذا المقال ركزنا على المدائح النبوية التي نظمها الشيخ صدقة الله أبا القاهري، والإمام ولي الله الدهلوي بقدر من التفصيل والاهتمام، وتطرقنا إلى حياتهما بإيجاز. كما قدمنا أيضًا لمحة عن تاريخ أدب المديح النبوي ومفهومه بإجمال.

من المعلوم أن السيرة النبوية لابن هشام تُعد من أوائل الكتب التي صُنِّفت في فن السيرة النبوية. وقد اشتهرت بعد ضياع السيرة النبوية لابن إسحاق، وأصبح هذا الكتاب المرجع الأول والأوثق لدراسة السيرة النبوية الشريفة. ويميل الدارسون والباحثون إليه منذ القدم؛ حيث قام البعض بشرحه وتفسيره، في حين نظّم آخرون أحداثه ومحتواه. ومع مرور الزمن، ازدهر فن السيرة النبوية، وبدأ الكُتّاب بدراسة الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والنفسية ضمن السيرة النبوية. ومع ذلك، لم تفقد السيرة النبوية لابن هشام قيمتها وأهميتها، بل أصبحت مرجعًا أساسيًا لكل باحث وكاتب في هذا الفن. هناك العديد من الجوانب لهذا الكتاب تتطلب الالتفات إليها، وفي هذا البحث سنحاول التعمق في بعضها.

يُعد أدب الأطفال أحد الوسائل التربوية الفعالة في نقل القيم والمعارف إلى الأجيال الناشئة، حيث يسهم في تشكيل الهوية الثقافية والدينية للأطفال وتعزيز فهمهم للعالم من حولهم. في السياق الإسلامي، اكتسب هذا الأدب أهمية متزايدة نظرًا لدوره في غرس المبادئ الأخلاقية والدينية وتعزيز الانتماء الحضاري. ومن بين أبرز الشخصيات التي أثرت في هذا المجال، يبرز اسم الأستاذ أبو الحسن علي الحسني الندوي، الذي قدّم إسهامات رائدة في أدب الأطفال الإسلامي، من خلال مؤلفات تهدف إلى تبسيط القيم الإيمانية والتاريخ الإسلامي للأطفال بأسلوب قصصي مشوّق. لم يقتصر تأثير الندوي على الجانب الأدبي، بل امتد ليشمل النهج التربوي والدعوي، حيث كان يرى أن بناء الفرد المسلم يبدأ منذ الطفولة عبر تقديم محتوى أدبي يعزز الوعي الديني والقيم الأخلاقية. وقد استطاع من خلال كتبه، مثل قصص النبيين للأطفال وقصص الخلفاء الراشدين، أن يجعل التعليم الإسلامي تجربة ممتعة تجمع بين التشويق والفائدة. تهدف هذه الدراسة إلى استكشاف دور أبو الحسن الندوي في تشكيل أدب الأطفال الإسلامي، وذلك من خلال تحليل نشأة أدب الأطفال الإسلامي في الهند، وتسليط الضوء على حياة الندوي وإنجازاته، بالإضافة إلى دراسة ملامح أسلوبه الأدبي وتأثير أعماله في بناء هوية الطفل المسلم.

الطفل هو أمل المستقبل وثمرة الغد، فهو الشاب المنتظر الذي يُعوّل على صلاحه في بناء مجتمع قوي ومزدهر، ويمثل قوة دافعة نحو نهضة الأمة وعزّتها. ولأهمية دوره، يحظى الطفل بمكانة مرموقة في المجتمعات. تلبيةً لاحتياجات الأطفال المتزايدة إلى مواد قرائية تتناسب مع أعمارهم وطبائعهم، بدأ بعض الناشرين بالاقتباس من الأساطير والحكايات الشعبية والدينية، مع تبسيطها لتقديم محتوى يُلبي هذه الحاجة ويُعالج الفجوات الثقافية. إلا أن القرن التاسع عشر شهد ولادة مفهوم "أدب الأطفال" بشكل واضح، ليزدهر هذا المجال في القرن العشرين مع ظهور مجلات الأطفال وكتبهم، إلى جانب ازدهار برامجهم على الإذاعة وشاشات التلفاز. وهذا المقالة تسلط الأضواء على أهمية أدب الأطفال ومساهمة القصص الدينية لجودت السحار في تهذيب الأطفال وتثقيفهم.

إن الهند والحجاز من البلاد التي احتلت في تاريخ العالم مكانا مرموقا من حيث الحضارة والثقافة والاجتماع، وخلّفت آثارا عميقة في تاريخ الإنساني منذ أزمنة بعيدة تدهش العقول والأذهان، اتفق المؤرخون على أنّ هاتين الحضارتين العريقتين كانت كل واحدة منها رائدة الحضارة البشرية كأنها مشعل تهتدي بضوءه البشرية طريقه، ودليل تتّبع القوافل الإنسانية للوصول إلى غايتها حتى تظفر بالنجاح والسعادة. وهذه المقالة تسلط الأضواء على العلاقات الثقافية والتجارية الاقتصادية تبين المملكة العربية السعودية والهند في أيامنا الراهنة.

تتناول هذه الدراسة ظاهرة الإبدال الصوتي في اللغة العربية، باعتبارها إحدى السمات البارزة التي تعكس التنوع الجغرافي والاجتماعي للهجات العربية. تهدف الدراسة إلى تحليل الإبدال الصوتي من منظور صوتي وصرفي، مع التركيز على العلاقة بين الإبدال الصوتي وتطور اللهجات في السياقات التراثية والمعاصرة. تعتمد الدراسة على المنهج الوصفي والتحليلي لاستقصاء العوامل المؤثرة في حدوث الإبدال، وتقديم رؤية أعمق لفهم ديناميكيات اللغة العربية وتنوعها عبر الزمن.

يُعدّ الشيخ محمد واضح رشيد الحسني الندوي من الشخصيات البارزة التي أسهمت في إثراء الأدب العربي الإسلامي، حيث جمع بين المعرفة العميقة بالتراث الإسلامي والانفتاح على قضايا العصر. برز ككاتب ومفكر وصحفي متمرس، وكان له دور ريادي في الدفاع عن الإسلام والترويج للفكر الإسلامي من خلال كتاباته ومقالاته التي تناولت مختلف القضايا الفكرية والاجتماعية والسياسية. لعب دورًا محوريًا في الصحافة الإسلامية في الهند، حيث تولى رئاسة تحرير جريدة الرائد، وعمل رئيسًا مشاركًا في تحرير مجلة البعث الإسلامي، الصادرتين عن ندوة العلماء في لكناؤ. كما كانت له إسهامات متميزة في مجال التدريس، حيث شغل عدة مناصب أكاديمية في دار العلوم ندوة العلماء. تهدف هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على إسهاماته في تطوير الأدب العربي الإسلامي، من خلال تحليل إنتاجه الفكري، ودراسة أثره في الصحافة والكتابة والدعوة الإسلامية. كما تتناول المقالة سيرته الذاتية، ونشأته العلمية، ومكانته الفكرية في الهند والعالم الإسلامي.

يعد النواب صديق حسن خان القنوجي أحد أبرز العلماء الذين أسهموا في إثراء التراث الإسلامي بمؤلفات متعددة اللغات، شملت العربية والفارسية والأردية. حاز كتابه "العبرة مما جاء في الغزوة والشهادة والهجرة" على اهتمام الباحثين بفضل منهجه المتميز الذي يجمع بين التحليل الفقهي والسياق التاريخي. تناول هذا الكتاب موضوعات الجهاد والشهادة والهجرة وفق نصوص القرآن الكريم والأحاديث النبوية، مع استشهادات موسعة من أبرز مصادر السيرة. يستعرض هذا البحث الكتاب في إطار وصفي، مبينًا محاوره الرئيسية وأساليبه المنهجية، ومسلطًا الضوء على شخصية المؤلف ومكانته العلمية الفريدة.

يُعد أدب الرحلات من أبرز الألوان الأدبية التي وثقت تفاصيل الحياة والتنقلات الثقافية والاجتماعية عبر التاريخ. من بين هذه الرحلات، تحتل الرحلات إلى الحجاز مكانة خاصة، حيث تُبرز التجارب الروحية والشخصية التي يمر بها الحجاج أثناء أداء مناسك الحج والعمرة. يتميز أدب الرحلات الحجازية بتنوع أساليبه وصوره البلاغية التي تنقل القارئ إلى قلب التجربة بواقعية وصدق، مما يجعله توثيقًا فريدًا للأحداث والمشاعر والبيئات. يناقش هذا البحث تحليلًا أسلوبيًا لأدب الرحلات الحجازية، مع التركيز على استخدام الخيال والتصوير الفني في نقل التفاصيل الروحية والاجتماعية والثقافية التي يختبرها الحجاج.

أصبحت النسوية في الأدب العربي الحديث، خصوصًا في القرن العشرين، محورًا أساسيًا يعكس قضايا المرأة ومعاناتها في المجتمعات التقليدية. برزت العديد من الكاتبات العربيات في هذا المجال، مثل لطيفة الزيات، ورضوى عاشور، ونور أمين، وأحلام مستغانمي. ومع ذلك، تُعد نوال السعداوي من أبرزهن، بفضل جرأتها الاستثنائية في تناول هذه القضايا من خلال أعمالها الأدبية. تمثل رواية "زينة" نموذجًا حيًا للأدب النسوي، حيث تعكس فيها السعداوي الصراع بين النظام الأبوي وتطلعات المرأة نحو الحرية والاستقلال. تهدف هذه الدراسة إلى تحليل أبعاد النسوية في الرواية، مع التركيز على شخصياتها ورسائلها التي تُبرز نضال المرأة المستمر ضد التمييز والقهر.

تُعد سناء شعلان من أبرز الكاتبات الأردنيات المعاصرات ذوات الأصول الفلسطينية، وهي شخصية أدبية متعددة المواهب، حاصلة على درجة الدكتوراه في الأدب الحديث، وتشغل منصب أستاذة في الجامعة الأردنية. تتفوق في مجالات متعددة، منها: الرواية، القصة القصيرة، المسرح، السيناريو، وأدب الأطفال. حصلت على تكريمات عدة، منها اختيارها ضمن قائمة أنجح النساء العربيات عام ٢٠٠٨، وحصولها على نجمة السلام عام ٢٠١٤. تشارك شعلان بنشاط في قضايا حقوق الإنسان، حقوق المرأة والطفولة، والعدالة الاجتماعية، كما تساهم في العديد من المجلات العربية كناقدة وصحفية. حازت أعمالها على جوائز محلية، عربية، ودولية في المجالات الأدبية المختلفة، كما أنها أكاديمية بارزة حصلت على أوسمة التميز في التدريس، ولعبت دورًا محوريًا في العديد من المؤتمرات الأدبية والنقدية، بالإضافة إلى مشاركاتها في قضايا التراث، حقوق الإنسان، والبيئة .يتناول هذا البحث تصوير المرأة في المجموعة القصصية قافلة العطش للأديبة الأردنية سناء شعلان، وذلك من خلال منهجية بحثية نوعية تعتمد على التحليل النصي الأدبي والفحص الموضوعي. يستكشف البحث الأبعاد الاجتماعية، الثقافية، والنفسية لتمثيل المرأة في أعمال شعلان

تُعدّ الرواية أحد أبرز فنون الأدب التي استطاعت أن تفرض وجودها وتتفوق على باقي الفنون النثرية، وذلك لقدرتها على استيعاب مشكلات الإنسان وقضايا عصره. ومع بلوغها مرحلة النضج، أصبحت الرواية وسيلة فكرية تعبّر عن الكثير من القضايا الهامة في الوجود الإنساني . وفي هذا السياق، نال غالب هلسا مكانة مرموقة بين الروائيين والمثقفين والمفكرين في الوطن العربي؛ فقد جمع بين الرواية والنقد والفكر والترجمة، وساهم بشكل كبير في إثراء الموروث الأدبي والفكري والثقافي والسياسي العربي. وقد أبدى العديد من رواد الرواية العربية إعجابهم بإبداع غالب هلسا ومنزلته الأدبية المرموقة، وفي مقدمتهم نجيب محفوظ ، الذي كان يقدّر إبداع غالب القصصي والروائي بشكل خاص

أبو القاسم الشابي، الشاعر التونس ي الرائد، يُعتبر من أبرز شعراء المقاومة الذين نجحوا في الجم ع بين جماليات الشعر وقوة الرسالة الثورية. ولد في فترة الاستعمار الفرنس ي لتونس، وعاش حياة قصيرة مليئة بالتحديات الشخصية ا أدبيًا خالدًا يعكس نضال الشعوب العربية ً والاجتماعية، لكنه استطاع أن يترك إرث ضد الاستعمار والظلم. في أعماله، عبّر عن الحب العميق للوطن، ورفض الاستبداد، والدعوة إلى الإصلاح الاجتماعي، مع التركيز على دور الشعوب في تقرير مصيرها. هذه الدراسة تسلط الضوء على ملامح المقاومة في شعر الشابي، وتأثيره الأدبي والوطني الذي امتد ليصبح رمزًا للأمل والتغيير في العالم العربي .

يُعَدُّ الأدب العربي في ولاية كيرالا الهندية نافذةً مُضيئةً على التراث الثقافي الإسلامي في المنطقة، حيث برزت شخصيات عديدة قدّمت إسهامات جليلة في هذا المجال. من بين هذه الشخصيات اللامعة، الشيخ أبو محمد باوا موسليار، الذي يُعتبر واحدًا من أعمدة الأدب العربي في كيرالا. لقد جمع الشيخ بين موهبة الكتابة، والبحث العلمي، والتعليم، والإبداع الأدبي، مما جعله رمزًا يُحتذى به في المجالين الأكاديمي والأدبي. هذا المقال يستعرض سيرة الشيخ باوا موسليار، ورحلته في طلب العلم، وأعماله الأدبية والعلمية، بالإضافة إلى تأثيره الكبير في مجال البلاغة، والعروض، والشعر، والنقد الأدبي. كما يُلقي الضوء على مؤلفاته البارزة، التي تُعدُّ مرجعًا هامًا للطلاب والباحثين في الدراسات العربية، ويبحث في إسهاماته في نشر الثقافة الإسلامية والأدب العربي بأسلوب يجمع بين الأصالة والحداثة.